علامات القيامة من الكتاب و السنة و إجماع علماء الأمة - كثرة المال وفيضه وعدم قبول الصدقة -

وتلك آية أخرى , وعلامة من علامات الساعة جاءت بها الأحاديث المتفق عليها .

* عن حارثة بن وهب قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

< تصدقوا . فإنه يأتي عليكم زمان , يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها , يقول الرجل : لو جئت بالأمس لقبلتها , فأما اليوم فلا حاجة لي بها > متفق عليه .

* ومن رواية أبي هريرة رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

< لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال , فيفيض حتى يهم صاحب المال من يقبل صدقته , وحتى يعرضه يفقول الذي يعرضه عليه : لا أرب لي > متفق عليه.

* أما أو موسى الأشعري رضي الله عنه فيقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم :

< ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه , ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به , من قلة الرجال وكثرة النساء > متفق عليه.

قال ابن حجر رحمه الله : يحتمل أن يكون ذلك قد وقع في خلافة عمر بن عبد العزيز , قد يكون من أشراط الساعة .

وقال ابن التين : إنما يقع ذلك بعد نزول عيسى حين تخرج الآرض بركاتها حتى تشيع الأمانة في أهل البيت , و لا يبقى في الأرض كافر.

وقال ابن بطال : والظاهر أن ذلك يقع في زمن كثرة المال وفيضه قرب الساعة.

ونقول : إنه قد يقع في أي وقت يشاء الله , سبحانه , فقد تخرج الأرض من الخيرات ما لم يكن يعلمه ابت اليتن و لا ابن بطال , وقد يقع من الحروب والفتن ما يكون سببا في قلة الرجال وكثرة النساء , وكلها أمور متوقعة ما دام الشر يتنافسون في حطام الدنيا الفاني , ويتكالبون عليها ليملأو منها الأيدي والبطون والقلوب حتى يكون الكل في الغنى سواء.

رح نكمل في موضوع ثاني عنوانه رفع العلم وظهور الجهل.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.